متى يبدأ التسنين عند الرضع؟

متى يبدأ التسنين لدى الرضع؟

تعد عملية التسنين من أهم المراحل في تطور الرضع، حيث تُعد بداية دخولهم في مرحلة جديدة من النمو الجسدي والوظيفي. يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن الوقت الذي يبدأ فيه التسنين وكيفية التعامل مع التحديات المصاحبة لهذه المرحلة. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل متى يبدأ التسنين لدى الرضع، وكيفية تطوره، وأعراضه، وأفضل الطرق للتعامل مع هذه المرحلة.

ما هو التسنين؟

التسنين هو عملية ظهور الأسنان الأولى للطفل من خلال اللثة. وعلى الرغم من أن هذا الحدث قد يختلف من طفل لآخر، إلا أنه عادة ما يشير إلى مرحلة مهمة في نمو الطفل. في الأساس، يتكون فم الطفل عند الولادة من اللثة فقط، وتبدأ الأسنان بالظهور تدريجيًا خلال العامين الأولين من عمر الطفل.

متى يبدأ التسنين لدى الرضع؟

يبدأ التسنين عادة في عمر 6 أشهر، لكن هذا التوقيت يمكن أن يختلف بشكل كبير بين الأطفال. قد يبدأ بعض الأطفال في التسنين في وقت مبكر، أي في عمر 4 أشهر، بينما قد يتأخر البعض الآخر ليبدأ في عمر 12 شهرًا أو أكثر.

يتكون الفم عند الولادة من لثة ناعمة ومسطحة، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ الأسنان اللبنية بالظهور. عادة ما تكون الأسنان الأمامية السفلية هي أول الأسنان التي تظهر، تليها الأسنان الأمامية العلوية. بعد ذلك، تبدأ الأسنان الجانبية في الظهور، وتستمر العملية حتى اكتمال نمو الأسنان اللبنية في عمر 3 سنوات.

مراحل التسنين لدى الرضع

يعد التسنين عملية تدريجية تتبع عدة مراحل واضحة. فيما يلي مراحل التسنين التي يمر بها الطفل:

1. المرحلة الأولى (من 4 إلى 6 أشهر):
   
   في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في إظهار بعض العلامات على بدء التسنين، مثل زيادة اللعاب، العض على الأشياء، والإحساس بالألم والتهيج في اللثة. في هذه المرحلة، قد يظهر أول سنين، وهما غالبًا السن الأمامي السفلي.

2. المرحلة الثانية (من 6 إلى 8 أشهر):
   
   تستمر الأسنان الأمامية العلوية في الظهور، وهي الأسنان التي تلي الأسنان الأمامية السفلية. تكون هذه الفترة من التسنين مؤلمة إلى حد ما للطفل، حيث تزداد حدة الأعراض التي تشمل التهيج والقلق وفقدان الشهية.

3. المرحلة الثالثة (من 8 إلى 12 شهرًا):
   
   يبدأ الطفل في الحصول على أسنانه الجانبية العلوية والسفلية. في هذه المرحلة، قد يبدأ الطفل في استخدام يديه لتفحص فمه، كما قد يلاحظ الأهل زيادة في العض على الأشياء الصلبة لتخفيف الألم.

4. المرحلة الرابعة (من 12 إلى 18 شهرًا):
   
   تظهر الأسنان العلوية والسفلية الثانية، وهي آخر الأسنان التي تظهر في بداية عملية التسنين. بحلول نهاية السنة الثانية، يصبح لدى معظم الأطفال مجموعة كاملة من الأسنان الأمامية والجانبية.

5. المرحلة الخامسة (من 18 إلى 24 شهرًا):
   
   في هذه المرحلة، تبدأ الأسنان الطواحن بالظهور. قد يعاني الطفل في هذه الفترة من زيادة الألم بسبب حجم الأسنان الذي يبدأ في الزيادة، مما يجعل اللثة أكثر حساسية.

6. المرحلة السادسة (من 24 إلى 30 شهرًا):
   
   في هذه المرحلة، تستمر الطواحن الخلفية في الظهور، وهي آخر الأسنان التي تظهر للطفل. قد تلاحظ الأم أن الطفل أصبح قادرًا على مضغ الطعام بشكل أفضل مع اكتمال نمو الأسنان اللبنية.

الأعراض الشائعة للتسنين

تترافق عملية التسنين مع العديد من الأعراض التي قد تكون مزعجة للطفل. على الرغم من أن الأعراض قد تختلف بين طفل وآخر، إلا أن هناك بعض العلامات الشائعة التي يمكن أن تشير إلى بداية التسنين. هذه الأعراض تشمل:

1. التهيج والقلق:
   
   يعاني العديد من الأطفال من تقلبات في المزاج، حيث يصبحون أكثر عصبية وبكاءً بسبب الألم الناتج عن التسنين.

2. زيادة اللعاب:
   
   يبدأ الطفل في إفراز المزيد من اللعاب، وهو أمر طبيعي نتيجة لنمو الأسنان الجديدة التي تضغط على اللثة. قد يلاحظ الأهل أن الطفل يفرط في لعابه ويصاب ببعض الطفح الجلدي حول فمه بسبب ذلك.

3. العض على الأشياء:
   
   يبدأ الطفل في عض أي شيء يقع في يديه لتخفيف الألم الناتج عن ضغط الأسنان على اللثة.

4. تورم اللثة:
   
   غالبًا ما تكون اللثة التي يظهر من خلالها السن المنتظر متورمة ومتوهجة. قد تلاحظ الأم أن اللثة تزداد احمرارًا أو ظهور نقاط بيضاء صغيرة تشير إلى بزوغ الأسنان.

5. فقدان الشهية:
   
   بعض الأطفال قد يعانون من فقدان الشهية بسبب الشعور بالألم عند محاولة مضغ الطعام.

6. ارتفاع درجة الحرارة:
   
   قد يعاني بعض الأطفال من درجة حرارة خفيفة نتيجة للتسنين، ولكن إذا كانت الحمى شديدة، يجب استشارة الطبيب لأنها قد تكون بسبب شيء آخر.

7. الإسهال:
   
   في بعض الحالات، قد يصاب الطفل بإسهال طفيف نتيجة لزيادة اللعاب.

كيفية التعامل مع أعراض التسنين

بما أن التسنين يعد مرحلة طبيعية في نمو الطفل، فإنه لا يستدعي عادة التدخل الطبي إلا في حالات نادرة. ومع ذلك، هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والتهيج المصاحب للتسنين، مثل:

1. استخدام أشياء باردة للعض عليها:
   
   يمكن إعطاء الطفل عضاضة باردة أو قطعة من الثلج في قطعة قماش نظيفة، لأن البرودة تساعد على تخدير اللثة وتخفيف الألم.

2. التدليك اللطيف للثة:
   
   يمكن تدليك لثة الطفل بلطف باستخدام إصبع نظيف أو فرشاة لثة مخصصة للأطفال. هذا يمكن أن يساعد في تخفيف الألم.

3. استخدام الأدوية المسكنة:
   
   في بعض الحالات، يمكن استشارة الطبيب لاستخدام أدوية مسكنة للألم مثل الباراسيتامول أو الأدوية الخاصة بالتسنين، ولكن يجب استخدامها بحذر ووفقًا لتوجيهات الطبيب.

4. إطعام الطفل أطعمة لينة:
   
   في حال كان الطفل يبدأ في تناول الطعام، يمكن إعطاؤه أطعمة لينة وسهلة المضغ لتخفيف الضغط على اللثة.

5. الحفاظ على نظافة فم الطفل:
   
   من المهم الحفاظ على نظافة فم الطفل حتى في مرحلة التسنين، حيث يمكن مسح اللثة باستخدام قطعة قماش ناعمة أو فرشاة أسنان للأطفال بعد تناول الطعام.

متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن التسنين يعد مرحلة طبيعية في نمو الطفل، إلا أنه في بعض الحالات قد يستدعي الأمر استشارة الطبيب. ينبغي على الأهل الاتصال بالطبيب إذا كانت الأعراض غير محتملة أو إذا كانت هناك علامات تدل على وجود مشكلة صحية أخرى، مثل:

• حمى شديدة.

• إسهال مستمر أو قئ.

• نزيف في اللثة.

• تأخر كبير في ظهور الأسنان مقارنة بالعمر المتوقع.

• أي أعراض غير معتادة أو مقلقة.

الخاتمة

عملية التسنين هي جزء طبيعي من نمو الطفل، وتعد مرحلة هامة في تطور الأطفال الرضع. بالرغم من أن التسنين قد يصحبه بعض الأعراض المزعجة مثل الألم والتهيج، فإن معظم الأطفال يتجاوزون هذه المرحلة بنجاح مع مرور الوقت. من خلال توفير الراحة والتخفيف من الألم بطرق طبيعية وآمنة، يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على التكيف مع هذه المرحلة بكل يسر.